الهاتف: 961 71015563 | البريد الألكتروني: info@rmeich.org
قبل 7 سنوات، وبالتحديد في 9 أيار 2009، إلتقيتهم للمرّة الاولى، أوفياء كانوا...
ناديتهم، فلبّوا، كنت بحاجة إليهم فأسعفوا.
قلبي في ذاك النّهار، تلاشت دقّاته، جسدي المُفعم بحيوية شابّة في العشرين من عمرها بات عاجزاً، ضعيفاً، غير قادرٍ...
وحدهم "هم"، أعادوا دقّات القلب، وأحيوا ذلك الجسد، حملوني على الاكفّ، وحدّثوني بأجمل العبارات، شفتاي المرتجفتان في حينها، ابتسمتا لوجوههم الرقيقة، يداي الباردتان خوفاً، انتعشتا من حرارة عطائهم...
هم "الصليب الاحمر اللبناني"، "هم" أنفسهم ينعتهم البعض بـ"الشّحّاذين" و"المتطفّلين" و"المزعجين"، ويعاملهم على هذا الاساس، فما ان تقترب سيّارته من أحدهم حتى يقفل زجاجه، تفادياً لرؤيتهم... فهل يستحقّ هؤلاء تلك المعاملة؟
لنعكس المشهد إذاً: "يوم تعرّضت لحادث سير مروّع، على اوتوستراد بكركي، في ذلك اليوم بالذات، لو تصرّف متطوّعو الصليب الاحمر معي بالطريقة ذاتها التي يعاملهم بها البعض، لو أغلقوا الخطّ بوجه من حاول الاتصال بهم لاسعافي، ماذا كان ليكون مصيري، هل كنت على قيد الحياة اليوم؟".
المتطوّعة في الصليب الاحمر اللبناني خلال الأعوام (2005-2006-2007) وملكة جمال لبنان السابقة نادين ويلسون نجيم تؤكّد، في حديث لموقع mtv، أن "طريقة تصرّف البعض، غير المسؤولة، تجاه الصليب الاحمر، تثير غضبي، فأنا أتقبّل فكرة أن البعض ليس لديه الامكانية الماديّة للمساهمة، لكن قلّة الاحترام، وتجاهل وجودهم، فهذا أمر غير مقبول، فلنفكّر في أن هؤلاء لن يبخلوا علينا عندما سنحتاج إليهم يوماً ما، هؤلاء هم متطوّعون، يبذلون حياتهم في سبيل الغير، هم يعطون من دون مقابل، ويعرّضون أنفسهم للخطر من أجل كلّ فرد من أفراد المجتمع، هؤلاء يستحقون كامل الاحترام".
وفي سؤال حول بداياتها مع مؤسسة الصليب الاحمر، وكيف اتخذت قرار التطوّع، علماً ان الالتزام فيه صعب وفيه الكثير من الأخطار، أجابت نادين: "منذ صغري كنت أراقب المتطوّعين واعتبرهم أبطالاً، أُراقبهم كيف يركضون ويضحّون، وينقذون الناس، إضافة الى ان عمّتي متطوّعة في السّلك منذ 15 سنة، وكانت تصرّفاتها ومهماتها تنعكس ايجاباً على شخصيتي، فكنت أتمثّل بها، ومن خلالها اكتشفت انني أحبّ العطاء وأحب المغامرة في سبيل الغير، وأحبّ التضحية، فاتخذت قراري".
وتردف نجيم: "لا أستطيع انكار شعور الخوف الذي كان ينتابني، خصوصاً عندما أصرّيت على ان أكون في إحدى المهمات الخطيرة خلال في نهر البارد وكان صوت الرصاص يعلو فوق رؤوسنا، إلاّ ان شعور القوّة الذي يسيطر عليّ فور ارتدائي بزّة الصليب الاحمر، هو شعور قوّي وعميق ولا يوصف بالكلمات".
وشدّدت نجيم على انها خلال الفترة التي انتُخبت فيها ملكة لجمال لبنان، تخلّت مجبرةً عن مهمات الاسعاف في الصليب الاحمر، بسبب ارتباطاتها الكثيرة خارج البلاد، فالتطوّع "مش لعبة" على حدّ وصفها، لأن الامر يتطلّب التزاما حقيقيّاً، واتخذت قرارها احتراماً لنفسها وللمؤسسة.
لكنها في المقابل أشارت الى ان كلمة "الصليب الاحمر" لا تفارق شفاهها في كلّ مناسباتها ونشاطاتها واحتفالاتها، وهي دعمت تلك المؤسسة ولا تزال بشتّى الطرق المتاحة.
من جهته، أكّد أمين عام الصّليب الاحمر اللبناني جورج كتانة، في اتصال مع موقع mtv ان"الصليب الاحمر، في خدمة الجميع، ويلبّي الجميع عبر خطّ الطوارئ المجّاني 140، ومراكزه منتشرة من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال".
ولفت كتّانة، الى انه "خلال العام 2015، سجّل الصليب الاحمر أكثر من مليون و200 ألف خدمة إسعاف للّبنانيين والنازحين السوريين".
وطلب كتّانة من المواطنين تفهّم العناصر المنتشرة على الطرق في هذا الشهر قائلاً: "يتحمّلونا هالشهر بسّ، ونحنا معن دايماً، بحبّو يساعدونا مشكورين، وما بيحبّو كمان مشكورين".
كلمة أخيرة من موقع mtv الى كلّ متطوّع، لكم ألف شكر، وألف تحيّة... و"يعطيكن ألف عافية"!
المصدر: mtv.com.lb
الاشتراك في الرسائل الإخبارية !
يرجى إدخال البريد الإلكتروني الخاص بك و الاسم للانضمام.
لإلغاء الاشتراك اضغط هنا ».