الهاتف: 961 71015563 | البريد الألكتروني: info@rmeich.org
تأبّط أحد قضاة مجلس شورى الدولة الملفّ الوافد من وزارة الداخلية وحمله قرابة الساعة الحادية عشرة مع انتهاء الدوام الرسمي أمس الى منزله حيث سيلقي نظرةً أخيرة عليه بعد التماس رأي وزارة الداخلية… في هذه الأثناء تنتظر جزين مصير بلديّة سيقرره ذاك القاضي بشطبة قلم إيجابية تعيد خليل حرفوش الى الواجهة أو أخرى سلبية تقصيه وتفتح الأبواب أمام احتمالاتٍ عدة.
جزين بلا بلدية لليوم السابع والعشرين. سبعةٌ وعشرون يومًا بالتمام والكمال على “واقعةٍ” أشبه بالسابقة في التاريخ البلدي اللبناني والمتمثلة في نجاح لائحة بأكثريتها ورسوب رئيسها. لا حاجة للتذكير بالأسباب التي باتت معروفة وموصومة لدى مجلس الشورى بأوراق لمّاعة عصيّة على التشطيب ومخالفة بحسب “فقه” وزارة الداخلية للأوراق المُعتمدة عالميًا.
أجواء “الداخلية” مبشّرة
بتكتّم يُدرَس الطعن الذي تقدّم به رئيس البلدية السابق ورئيس اللائحة الفائزة بأكثريتها خليل حرفوش، ومع ذلك علمت “البلد” أن “الأجواء التي رشحت عن مقاربة وزارة الداخلية للطعن إيجابية بما يشي بأن الوزارة، التي سبق وحذّرت من استخدام أوراق لمّاعة كتلك التي استُخدِمت في انتخابات جزين وأحدثت الفرق، أبدت ملاحظاتها لصالح الطعن قبل أن تعيده مع كل الأحجيات الى مجلس الشورى الذي أمامه عمليًا وقانونيًا متسعٌ من الوقت يناهز الأشهر الستّة للبتّ في القضية، بيد أن “الصفة المستعجلة” التي ألبِست للطعن بما أن المدينة متروكة بلا بلدية، ستدفع “الشورى” الى إصدار قراره في أقرب وقتٍ ومن المرجّح أن يكون الموعد الاثنين أو الثلاثاء في حال أسقط اليقين كلّ شكّ لدى القاضي المُولج مراجعة الملف.
ثقةٌ في القضاء
بتفاؤلٍ يقارب حرفوش الملفّ، لا بل بثقةٍ تامّة في صدقيّة القضاء اللبناني وشفافيته ولا سيما مجلس شورى الدولة. هو الآخر يتلقّف كلّ أجواءٍ إيجابية تبلغه وتصبّ في خانة أحقيّة طعنه الذي في حال إقراره يعود الرجل الى البلدية من بوابة رئاستها كاسرًا إرادة من حاول إقصاءه، والأهم قاطعًا الطريق على “صفقةٍ” معلّبة حتى ما قبل الانتخابات من قبل اثنين من زملائه على اللائحة نفسها وتقوم على تقاسم الولاية البلدية ثلاث سنوات لكلّ منهما في حال أفلح مشروع “رمي” حرفوش خارجًا. ويؤكد حرفوش لـ”صدى البلد” أن “الطعن تجاوز كل المراحل التي يجب أن يمرّ فيها وعاد الى مجلس الشورى الذي من المتوقّع أن يحسم خلال أيام معدودة”. وما إذا ردّ مجلس الشورى الطعن خلافًا للتوقعات قال حرفوش: “في نهاية المطاف لا بدّ من العودة الى الجنرال ميشال عون وهو مرجعيّتنا وأجواؤه كانت تشي بالذهاب الى خيار الاستقالة الجماعية في حال ردّ الطعن، أما خلاف ذلك فنكون شركاء في المؤامرة التي حيكت ضدّنا، علمًا أن ما حصل غير مرتبط بشخصي بل بالمبدأ”.
هاجس سياحي
اليوم يكمن التحدّي الأكبر الذي يجسّده العامل الزمني لصدور نتيجة الطعن في الحاجة الماسّة الى بلديةٍ في المدينة بعدما استوطن الصيف ربوعَها وبدأ الهاجس السياحي الذي تعيشه البلدية كلّ عام يلوح في الأفق، لا سيّما في غمرة الزخم الذي شهدته المدينة خصوصًا والمنطقة عمومًا في السنوات الأخيرة الفائتة على مستوى تعزيز مكانتها السياحية والارتقاء بها قبلةً جنوبية وموطِنًا لسيّاح الداخل والخارج، وهو ما يُستهلّ في العادة بمهرجاناتها السنوية التي تحتاج في الحدّ الأدنى تنظيمًا بلديًا.
فرضيات متضاربة
جزين تحتاج الى بلدية، لا بل تنتظرها وفي نفوس ناسها فرضيّات تتضارب حدّ الضبابيّة: أولًا يؤمن بعضهم كلّ الإيمان بأن ليس بين الأعضاء الفائزين على خيرتهم وطِيب سمعتهم من يحلّ محل خليل حرفوش الذي أفلح في ولايته الأخيرة على قُصر عمرها، وعليه لا بدّ من عودته. ثانيًا الصفعة التي وجّهها آل الحلو الى حرفوش لم تُصِب شخصه فحسب بقدر ما شظّت تيارًا يمثّله، وبالتالي المقصود مما حصل الرابية التي يمثلّها حرفوش. ثالثًا، حرقت بعض الصناديق التي احتضنت الكمّ الأكبر من التشطيب طبخة التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية وعرّت بعض الصفقات الداخلية، وبالتالي لا يكون ردّ الاعتبار إلا بالانتصار لرئيس اللائحة.
حينها تتلاشى الأحلام!
كلّ الاحتمالات واردة ومعلّقة الى أن ينجلي الرأي القانوني ويحسم الأمر. الكرة في ملعب “الشورى” لأيامٍ معدودة على ما يتراءى في الأفق. الاستقالة الجماعية أيضًا ليست خيارًا منفيًا متى ارتأت الرابية ومعراب أنها الحلّ الأيتم لقهر من حاول قهرهما واستعادة الهيبة بانتخاباتٍ جديدة تكون الحسابات فيها مختلفة… سيناريو مطروح بقوّة إلا إذا قال “الشورى” كلمته لصالح حرفوش، حينها فقط تنتفي كلّ الفرضيات وتتلاشى أحلام من يضع عينَه على الرئاسة شاكرًا في قرارة نفسه آل الحلو والمتعاونين معهم سرًا.
المصدر: الياس قطار – البلد
الاشتراك في الرسائل الإخبارية !
يرجى إدخال البريد الإلكتروني الخاص بك و الاسم للانضمام.
لإلغاء الاشتراك اضغط هنا ».